التقرير المسيرة الحسنية:30/10/2020
هل يملك المغرب جبهة داخلية متماسكة لربح رهان الصحراء
نقصد بالجبهة الداخلية الشعب المغربي قاطبة من الشمال إلى الجنوب ولا ننسى انه لربح رهان أي صراع كوني أو حرب يبقى رهينا بمدى تماسك كل أطياف الدولة والحال هذه فإن أحداث تاريخية أثبتت انه كلما كان تمزق وتفرقة داخل النسيج المجتمعي للدولة يخسر رهان الفوز بالحرب أو بناء الدولة الحديثة ، في سنة 1867 عرفت روسيا القيصرية أزمة داخلية نتيجة استشراء الفساد وبداية أفول الإمبراطورية حيت باعت ما يعرف بإقليم ألاسكا للأمريكيين وقد رفض الشعب الأمريكي ذلك حفاظا على لحمة وسيادة الشعب الروسي حيث وصفوا الاتفاقية التي وقعها أنداك رئيسهم اندرو جنسون بـ ” حماقة سي وارد”، ونذكر هنا كذلك نموذج منطقة التيبت التي يشهد أعرق نزاع في العالم فإقليم اثبت أو ازيزانغ والذي يعرف بسقف العالم نظرا لتواجد هضاب جد مرتفعة عن سطح العالم عاصمتها لاسا عرفت انتفاضات ومعارك دامية من اجل استقلال الإقليم عن السلطات الصينية أكبرها انتفاضة الثبت امتدت من 1959 انتهت سنة 1962 توجت بحكومة موالية للسلطات الصينية لكن حظيت بالتمتع بالشخصية المعنوية للإقليم كبرهان عن تلاحم الشعب الثيبيتي وإيمانه بقضيته، الشعب الثيبيتي شبيه هو الأخر بالشعب البنامي والذي كان طيلة القرنين التاسع عشر والعشرين متلاحما بدأ بانضمام بناما إلى كولومبيا واستقلالها عنه بعدها مرورا بالسيادة الأمريكية على إقليم بناما وانتهاء بتحقيق الديمقراطية وسيادة القانون حيت يعد الرئيس الحالي خوان كارلوس فابيلا رئيسا منتخبا انتخابا شرعيا بعيدا عن أي أملاءات من الأمريكيين آو غيرهم فعندما تكون الجبهة متراصة وتؤمن بعدالة ومشروعية قضاياها الوطنية تتكسر كل الصعاب أمامها، نعود إلى ملف وحدتنا الترابية ونطرح السؤال التالي هل المغرب بالفعل يملك جبهة داخلية قوية ؟ هل كل المغاربة يؤمنون بعدالة قضيتهم ؟ هل الدولة كانت صريحة مع شعبها في تبنيها للمف المصيري ؟ ماذا حقق المغاربة من هذا الصراع ؟.
طبيعة ملف الصحراء الغربية شابه عدة أخطاء حيث في السابق تكتم القصر الملكي عن أطوار تسوية الوضع واعتبر طيلة فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي انه الوصي الوحيد وبدون إشراك الأحزاب او الشعب عن حل هذا الملف ونظرا لأن مجموعة من أمور سارت بما لا تشتهيه السفن قررت الدولة إشراك الأحزاب والتنظيمات المدنية على تحمل تبعات هدا الملف التي أصابت في جانب منه وأخطئت في جوانب كبيرة، ونحن هنا لا نلوم او نعاتب صناع قرار المملكة عن مجموعة من الأخطاء فأكبر خطأ ولا زال قائما إلى اليوم هو عدم جرئت الدولة المغربية وحكومتها في فتح الملف ومصارحة النخب والشعب عن جوانب نجاح وإخفاق الدولة حيت جل المغاربة الآن لا يعرفون أين نجحت الديبلوماسية المغربية وأين رسبت ، وهل بالفعل مقترح الحكم الذاتي عملت به الدولة وانزلته إلى ارض الواقع؟ هل بالفعل كل خيرات ومعادن المنطقة أصبحت في تدبير أيدي الساكنة ؟ هل تم المصالحة وإدماج العائدين من المخيمات في تدبير المؤسسات المنتخبة للمنطقة ؟ هل تم القطيعة مع اقتصاد الريع وخلق اسر لا امتداد قبلي لها أو سياسي في جعلها رقيب عن المنطقة؟ والسؤال الأهم هل نملك بالفعل بجبهة داخلية قوية ؟ الكل يعرف أن المغرب حاليا يعرف بعض القلاقل ذات طابع اجتماعي وجل الإمكانات التي وضفتها الدولة في إطار التنمية البشرية أبانت عن ضعفها وعدم استجابتها لحاجيات السكان وانتظاراتهم فكانت كل البرامج بمثابة در الرماد عن العيون، حيث لم يعد بإمكان المغاربة التعايش مع الفساد كما كان في السابق، فالإغداق على فئات من المجتمع باقتصاد الريع من قبيل المأذونيات، ورخص مقالع الحجر والغاسول وكذا رخص الصيد في أعالي البحار وان تحظى بعض الفئات من المحضوضين ودوي الحضوة بالأوسمة والامتيازات وتوظيف أبنائها بدون مباريات، وكذا منح بعض المقربين للنظام بامتيازات عقارية مثل ما حصل في بقع أراضي زعير وتمكين بعض العائلات المتفندة في تسيير وخلق كبريات الشركات، بالمقابل يبقى السواد الأعظم من الشعب من أبناء الكادحين والشرفاء والذين سبق لهم أن ضحوا بأنفسهم من اجل استقلال المغرب، أما المغاربة الذين رأوا وشاهدوا محمد الخامس على سطح القمر ليس لهم سوى التنكيل وضرب أبنائهم الموجزين أمام البرلمان وتعنيف الفقراء منهم والذين يطالبون بلقمة العيش مثل مي فتيحة في القنيطرة والشاب فكري بالحسيمة ، لا أعتق جازما وأقولها دون خوف آو خجل ان تكون لدينا جبهة أو إجماع وطني قوي ، ونقول من خلال استطلاع الرأي الذي قامت به جريدتنا الالكترونية إن المغاربة منخورة قواهم وأنهكهم الفساد وان أي دخول في حرب مع أي جهة أجنبية ليس من صالح المغرب ، وانه سيخسر لا محالة فالمغرب جبهة داخلية ممزقة ومتفاوتة والمغاربة ليس بوسعهم تأدية ثمن رسوب الدولة في تدبير ملف غامض ولا تعرف حتى حيثياته، وإدا ما أقدمت على ذلك سيكون لزاما على الذين استفادوا من اقتصاد الريع وهي تعرفهم جيدا تجنيدهم لربح رهان معركة ستكون مصيرية.
مزيل بوعديل